التنانين بين الحقيقة والخيال
التنانين بين الحقيقة والخيال
منذ قديم الزمن والإنسان مذهول بكائن التنين ، فلا يوجد مخلوق من المخلوقات الاسطورية يمكن مقارنته بالتنين في القوة والشراسة، فهوالاسطورة الاكثر عالمية من الاساطير التي عرفتها البشرية ......
فما هو هذا الكيان ؟ هل كان موجودا في حقبة زمنية وإنقرض مثل الديناصورات ؟ او هل هو مخلوق خرافي اخترعه البشر من نسج خيالهم ؟! وما هي أهم الحقائق والمعلومات عن هذا الكيان العظيم النافث للنيران،
التنين:
هو كائن أسطوري عظيم الحجم فائق القوة له قدرات خارقة تميز بها عن كل الاساطير و الكائنات كمثل ضخامته ونفثه للنيران الحارقة، وقدرته المذهلة على الطيران .
وهو كيان عملاق يشبه الزواحف والديناصورات الطائرة قد يعيش في الكهوف أو في السماء أو في البرك والبحار ومعروف بقدرتة على التمويه والتخفي ، وهو معروف دائما بحمايته للكنوز الثمينة والقصور العملاقة وانه رمز للملك والامبراطورية وذلك بسبب قوته العظيمةوقدراته المذهلة.
لمحة عامة
قد عرفت التنانين في بعض الاساطير والقصص القديمة بأنة ذالك الكيان الالعملاق الذي يمثل قوة الشر والحقد والكره وقد صور في بعض الاساطير انه شكل من الاشكال الشيطانية الغاضبة على البشر والمتعطشة للقتل وسفك الدماء ،
أما كما ذكرت الاساطير والقصص القديمة الاخرى مثل الصينية واليابانية فأن هذا الكيان الطائر (التنين) يعد رمزاً من رموز الحكمة والذكاء والقوة و انه كان اكثر حكمةً من البشر، بل وإنها أُعتبرت ألهه عند بعض الشعوب لأنها كانت قادرة على التحكم بالماء والارض والنار .
ويوجد بعض الزواحف في الواقع الملموس تسمى تنانين مثل تنين كومودو وسمي بذلك نظراً لضخامته وطوله بالنسبة لزاحف ، وفي الاساطير أُعتبر التنين قوه جباره لا حدود لها ، وإنها كائنات تتكاثر بالبيض
وان لها عيون كبيرة تراقب بها الكنوز وتحمي بها القصور وهذا سبب تسميتها اي( dragon)( دراغون) بالانجليزية تعني رؤية واضحة ،
وذلك الكيان المذهل العضيم له العديد من الأشكال والقدرات الرائعة والمميزة والتي تظهر عليها القوة والشراسة والوقار وتختلف أشكاله و قدراته وصفاته من حضارة الى اخرى ومن التنين المسالم الحكيم الى التنين الشرير الخبيث :
التنين في الحضارة الصينية:
تقدس الحضارة الصينية التنانين بشكل رائع اذ إتصل رمز التنين في الحضارة الصينية بالامبراطوريات والسلطة الصينية واعتبروه رمز الحكمة المطلقة والقوة الخارقة المسيطرة
حتى انه يتم مقارنة الاشخاص الاذكياء والاقوياء بالتنين في اللغة الصينية اليومية
والتنين هو( اليَن) في مصطلح (اليَن واليَانغ) (yin and yang)الصيني واليانغ هو طائر الفينيق او الفونيكس الرائع ،
*وقال مؤسس سلالة هان ليو بانغ ان امه انجبت تنين قبل انجابة اي اخوه تنين
*اما خلال عهد سلالة تانغ كان الاباطرة فقد يلبسون رمز التنين
*وفي سلالة يوان خصص التنين ذو الخمس مخالب بالامبراطور فقط اما الامراء و الوزراء فيرتدون رمز التنين ذي الاربع مخالب
وفي سلالة تشينغ ظهر رمز التنين على اول علم صيني وطني
شكل التنين الصيني
كما ذكرنا تختلف أشكال التنانين من حضارة الى اخرى ، ويتميز التنين الصيني عن باقي التنانين بأن له جسد طويل وافعواني (ملتف) وله اربعة ارجل ليست طويلة
وقسم شكل التنين الصيني الى اجزاء وهي
(المفاصل الثلاث) و (التشبيهات التسعة)
1-المفاصل الثلاث:
يقسم جسم التنين ككل الى ثلاث
المفصل الاول " من الرأس الى الكتف "
المفصل الثاني " من الكتف الى الصدر "
المفصل الثالث " من الصدر الى الذيل"
2-التشبيهات التسعة:
حيث يتم تشبيه أجزاء جسم التنين بحيوانات موجودة في الواقع الملموس : _
-*تشبه قرونه قرون الايل
*-راسه رأس تمساح ضخم
-*عيناه عيني شيطان
*-رقبته رقبة ثعبان
*-بطنة بطن سلحفاة
*-حراشفة حراشف سمكة الشبوط
*-قدميه قدميّ نمر
*-اذنيه اذنيّ بقرة
*_مخالبة مخالب نسر
*وفي بعض الاساطير التي تقول ان التنين يسمع من خلال قرنية ويتكلم من خلال التواصل العقلي ولارتباط الروحي مع البشر
ومن بين كل 117حرشف على جسدة يوجد 81 منها يحمل جوهر اليانغ( الايجابي ) و36 تحمل جوهر اليين( السلبي)
والتنين الصيني ليس لديه اجنحة وقدرته على الطياران غامضة لاترى وهي من صفاتها الجسدية
*_ويوجد على مقدمة رأس التنين بروز (كتلة كبيرة) يعرف ب (شيمو) والتنين الذي لا يملك شيمو فأنة لا يستطيع الصعود الى السماء
التنين في الحضارة الاوروبية:
التنين في الاساطير الاوروبية هو الكائن المرعب الشرير مدمر الجيوش وحارس الكنوز و القصور العملاقة،
و لم يحدث ان تواصل التنين الاوروبي مع إنسان عقلياً او روحياً، ولذلك نقول انه لا يتكلم، ولكن له صوت مخيف وهو يشبة مزيج من صياح النسور وعواء الذئاب وزئير الاسود
والتنين الاوروبي له جناحان كبيران يحلق بهما بسرعة فأقة وهي تشبه في تشريحها اجنحة الخفافيش
وايضا مخالب عملاقة وذيل طويل يستطيع ان يضرب به ولو انه لم يرتبط كثيرا بالحضارة الاوروبية كما التنين الصيني الذي يعد جزءً لا يتجزأ من حضارته
إلا أنه من اكثر التنانين شهره وشكله يعتبر مألوفاً عند الكثيرين بسبب ظهوره في اغلب الافلام المتعلقة بالتنانين
التنين في الحضارة الفرعونية:
وتعتبر التنانين قديمة بقدم البشرية فتمتد جذورها الى الحضارة المصرية القديمة فقد تم العثور على العديد من الرسومات في المعابد المصرية ومقابر الفراعنة القديمة
وأُعتبرت التنانين ألهه عند قدماء المصريين ومن امثلتها
-*الالهه مرت سجر(وهي افعى عملاقة طائرة)
-*الالهه أبيب(وهو تنين افعواني عملاق قريب من التنين الصيني وهو إله شرير)
وقد ذكرت التنانين في الكثير من اساطير الشعوب الاخرى
مثل الاساطير المكسيكية والامريكة التي تعتبر التنين افعى برمائية إلهيه ذات ريش تقوم بتجديد العالم بعد كل دورة من دورات الدمار
وعند العرب يطلق مسمى تنين عل الافاعي الضخمة للغاية والقوية المرعبة
الجانب العلمي
والان نستطيع القول أنه إذا كانت التنانين مجرد أسطورة لا وجود لها فكيف نفسر ذكرها في كل تلك الثقافات المختلفة التي لم تكن متصلة ببعضها البعض ؟ كما انها لم تتجاوب مع بعضها ، فلا يعقل ولا يصدق أن تكون كلّها قد إختلقت هذه الأسطورة صدفة وفي نفس الوقت ؟
هيا نبحث في أن مفهوم وجود التنانين ليس خرافة ،
وونظر إليها من الجانب العلمي ونبحث في أحتمال أن يكون لذلك الكيان الطائر النافث للنار وجود؟
اذا تكلمنا عن حجم التنانين العظيم ! فليس بغريب حيث يوجد في واقعنا كائنات عملاقة مثل الحوت الازرق والفيلة والديناصورات المنقرضه
اما عن طيران كائن بهاذا الحجم! فقد تم العثور على العديد من الاحافير و الهياكل العضمية لديناصورات عملاقة طائرة
ولكن اكبر مشكلة قد تواجهنا هيا كيف يمكن ان ينفث النيران ولهاذا يجب ان نفصّلها قليلا ونبحث في بعض من النظريات المطروحة..............
*ولمعرفة كيف يمكن لكائن اخراج النيران من فمه يجب أن نعرفه أولاً كيف يتم إشعال النيران..............
*ولنشرحه بطريقة مبسطة نقول
-*تشتعل النيران عندما تتعرض مادة قابلة للأشتعال مع كمية مناسبة من الاكسجين ودرجة حرارة معينة فيحدث الاشتعال.
إذا أول ما سيحتاجه التنين لنفث النار هو مصدر لمادة قابلة للأشتعال مثل الوقود ؛ ولا نستطيع ان نقول ان التنين يستطيع انتاج الفحم او نوع وقود ؛ ولكن يوجد نظرية تقول انه يوجد داخل أحشاء التنين بكتيريا تقوم بعمليات حيوية ينتج عنها الهيدروجين(القابل للأشتعال)
*فأمعاء كل الكائنات الحية يوجد بداخلها بكتيريا مسالمة تقوم بهضم الفضلات في الامعاء والقولون وهي تقوم يإنتاج الهيدروجين وبعض الغازات كناتج للهضم
وبما أن التنانين عملاقة فتستطيع إنتاج كميات كبيرة من غاز الهيدروجين وهو غاز شديد الإشتعال.
أما الأكسجين فلا يعتبر صعب المنال فهو من أكثر العناصر وفرة في الغلاف الجوي ولقد أثبت أن الهواء الذي يتم زفيره (أخراجة من الرئتين) لا يكون خاليا من الأكسجين بالكامل فتقريبا يتم استبدال 5% فقط من الأكسجين داخل الرئتين ؛
ولم يتبق إلا شيء واحد ألا وهو الطاقة الحرارية اللازمة ليحدث التفاعل بين الأكسجين و الهيدروجين المعروفة كيميائياً بطاقة (التفاعل).
ويوجد الكثير من النظريات المطروحة حول هذه النقطة
المهمه وذلك لأن الهيدروجين لا يتفاعل مع الأكسجين في درجة حرارة الغرفة ،
وايضا بما ان الهيدروجين شديد التفاعل مع الأكسجين فهو لا يحتاج الى الكثير من الطاقة ليحدث التفاعل
ويوجد نظرية تقول أن للتنانين درجة حرارة داخلية عالية لإنتاج شرارة ولكن هذا الأمر قد يسبب أشعال التنين لنفسه
ونظرية اكثر تصديقاً تقول أنّ التنانين تنتج الشرارة اللازمة للتفاعل بأسنانها
واخرى تحتمل استخدام التنين للكهرباء وهذا ليس أمرا.ً غريباً لأنه يوجد في يومنا هذا كائنات تنتج الكهرباء و من امثلتها قنديل البحر و ثعبان البحر الرعّاد .
ومن الامثلة الواقعية لحدوث هذه التفاعلات الكيميائية داخل الجسد هي (الخنفساء المدفعية) (brachinus) فهي تتمتع بقوه قريبه من قوة نفث النيران حيث طوّرت هذه الحشرة الصغيرة غرفة احتراق تمزج فيها العديد من المواد الكيميائية لتخرج في النهايه من مؤخرتها غازات ساخنة قد تصل درجة حرارتها الى 100°درجة مئوية ،
لكن هذا ليس بالمتوقع من حشرة صغيرة بحجم الخنفساء فما بالك بمخلوق عظيم الحجم مثل تنين
وبعد كل هذه النظريات والمعلومات يصبح أمر وجود تنين ضخم ينفث النيران في احد العصور أو إحدى الحقب التاريخية ليس شيئاً مستحيلاً .
اساطير عالمية
اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات